كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال بعض علماء الروم‏:‏ المهدي يرفع الخلاف ويجعل الأحكام مختلفة في مسألة واحدة حكماً واحداً هو ما في علم الله وتصير المذاهب مذهباً واحداً لشهوده الأمر على ما هو عليه في علم الله لارتفاع الحجاب عن عين جسمه وقلبه كما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى فإن أراد بالمهدي عيسى عليه الصلاة والسلام فظاهر، أو الخليفة الفاطمي الذي يأتي آخر الزمان وقد ملئت الأرض ظلماً وجوراً فممنوع والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

- ‏(‏نصر المقدسي في الحجة‏)‏ أي في كتاب الحجة له كذا عزاه له الزركشي في الأحاديث المشتهرة ولم يذكر سنده ولا صحابيه وتبعه المؤلف عليه ‏(‏والبيهقي في الرسالة الأشعرية‏)‏ معلقاً ‏(‏بغير سند‏)‏ لكنه لم يجزم به كما فعل المؤلف بل قال روى ‏(‏وأورده الحليمي‏)‏ الحسين بن الحسن الإمام أبو عبد الله أحد أئمة الدهر وشيخ الشافعية بما وراء النهر في كتاب الشهادات من تعليقه ‏(‏والقاضي حسين‏)‏ أحد أركان مذهب الشافعي ورفعائه ‏(‏وإمام الحرمين‏)‏ الأسد بن الأسد والسبكي وولده التاج ‏(‏وغيرهم‏)‏ قال السبكي وليس بمعروف عند المحدثين ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ‏(‏ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا‏)‏ وأسنده في المدخل وكذا الديلمي في مسند الفردوس كلاهما من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ اختلاف أصحابي رحمة واختلاف الصحابة في حكم اختلاف الأمة كما مر لكن هذا الحديث قال الحافظ العراقي سنده ضعيف وقال ولده المحقق أبو زرعة رواه أيضاً آدم بن أبي إياس في كتاب العلم بلفظ اختلاف أصحابي لأمتي رحمة وهو مرسل ضعيف وفي طبقات ابن سعد عن القاسم بن محمد نحوه‏.‏

289 - ‏(‏أخذ الأمير‏)‏ يعني الإمام ونوابه ‏(‏الهدية‏)‏ وهي لغة ما أتحف به وعرفاً تمليك ما يبعث غالباً بلا عوض كما مر ‏(‏سحت‏)‏ بضم فسكون وبضمتين أي حرام يسحت البركة أي يذهبها، قال الزمخشري‏:‏ اشتقاقه من السحت وهو الإهلاك والاستئصال ومنه السحت لما لا يحل كسبه لأنه يسحت البركة وفي خبر أن عمر أهدى إليه رجل فخذ جزور ثم جاءه يتحاكم مع آخر فقال يا أمير المؤمنين اقض لي قضاء فصلاً كما فصل الفخذ من البعي‏.‏ فقال عمر‏:‏ الله أكبر اكتبوا إلى جميع الآفاق هدايا العمال سحت ‏(‏وقبول القاضي الرشوة‏)‏ بتثليث الراء ما يعطاه ليحق باطلاً أو يبطل حقاً من رشا الفرخ إذا مد عنقه لأمه لتزقه ‏(‏كفر‏)‏ إن استحل وإلا فهو زجر وتهويل على حد خبر‏:‏ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وبالجملة فإعطاء الرشوة وأخذها من الكبائر وإنما كان القاضي أفظع حالاً من الأمير لأن الأمير أخذ لا لشيء يصنعه بل للميل ونحوه والقاضي أخذ لتغيير حكم الله قال النووي‏:‏ ومن خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم أن له قبول الهدية بخلاف غيره من الحكام، فإن قلت‏:‏ ما سر تعبيره في الأمير بالأخذ وفي القاضي بالقبول وهلا عكس أو عبر فيهما بالأخذ أو القبول معاً‏؟‏ قلت‏:‏ لعل حكمته الإشارة إلى لحوق الوعيد للقاضي بمجرد القبول بلفظ أو إشارة أو كتابة أو أخذ عياله لها فغلظ فيه أكثر من الأمير‏.‏

- ‏(‏حم في‏)‏ كتاب ‏(‏الزهد الكبير عن علي‏)‏ أمير المؤمنين رمز المولف لحسنه‏.‏

290 - ‏(‏أخذنا فألك‏)‏ بالهمز وتركه أي كلامك الحسن أيها المتكلم ‏(‏من فيك‏)‏ وإن لم تقصد خطابنا قال الزمخشري‏:‏ الفأل أن تسمع الكلمة الطيبة فتتيمن بها وتقول دون الغيب أقفال لا يفتحها الزجر والفأل وفي القاموس ضد الطيرة كأن يسمع مريض يا سالم أو طالب ضالة يا واجد ويستعمل في الخير والشر وهذا قاله لما خرج في عسكر فسمع قائلاً يقول يا حسن أو لما خرج لغزو خيبر فسمع علياً يقول يا خضرة فقال أخذنا فألك من فيك، اخرجوا بنا إلى خضرة فما سلّ فيها سيف، ولا مانع من التعدد‏.‏

- ‏(‏د عن أبي هريرة‏)‏ الدوسي ‏(‏ابن السني وأبو نعيم معاً في‏)‏ كتاب ‏(‏الطب‏)‏ ‏[‏ص 213‏]‏ النبوي ‏(‏عن كثير‏)‏ بمثلثة ضد القليل ‏(‏ابن عبد الله عن أبيه عن جده‏)‏ عمرو بن عوف قال خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم لغزاة فسمع علياً يقول يا خضرة فذكره ورواه الطبراني في الكبير والأوسط عنه أيضاً قال الهيتمي‏:‏ وكثير ضعيف جداً وبقية رجاله ثقات وفي التقريب كأصله وأبوه مقبول ‏(‏فر‏)‏ وكذا أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم كلمة فأعجبته فقاله ورواه العسكري في الأمثال والخلعي في فوائده عن سمرة رمز المؤلف لحسنه ولعله لاعتضاده وإلا فقد سمع القول في كثير على أن فيه أيضاً من لا يخلو عن مقال‏.‏

291 - ‏(‏أخر‏)‏ بالبناء للمفعول ‏(‏الكلام في القدر‏)‏ محركاً أي في نفيه ‏(‏أي في نفي كون الأشياء كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى‏)‏ ‏(‏لشرار أمتي‏)‏ وفي رواية لشرار هذه الأمة وأول من تكلم فيه معبد الجهني وأبو الأسود الدؤلي أو سيبويه أو رجل آخر عند احتراق الكعبة فقال قائل هذا من قضاء الله تعالى فقال آخر ما هو من قضائه ‏(‏في آخر الزمان‏)‏ أي زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم فزمنهم هو الزمان لكونه خير الأزمان وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم لأنه إخبار عن غيب وقع قال الطيبي‏:‏ مذهب الجبرية إثبات القدرة لله سبحانه وتعالى ونفيها عن العبد أصلاً ومذهب المعتزلة بخلافه وكلاهما في الإفراط والتفريط على شفا جرف هار والطريق المستقيم القصد انتهى والزمان مدة قابلة للقسمة تطلق على قليل الوقت وكثيره‏.‏

- ‏(‏طس ك‏)‏ في التفسير ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم على شرط البخاري وتعقبه الذهبي بأن فيه عنبسة بن مهران ثقة لكن لم يرويا له وأورده في الميزان في ترجمة عنبسة وقال قال أبو حاتم منكر الحديث‏.‏

292 - ‏(‏أخروا‏)‏ بفتح الهمزة وكسر المعجمة ‏(‏الأحمال‏)‏ إلى وسط ظهر الدابة ولا تبالغوا في التأخير بل اجعلوها متوسطة بحيث يسهل حملها على الدابة لئلا تتأذى بالحمل ‏(‏فإن الأيدي‏)‏ أي أيدي الدواب المحمول عليها ‏(‏مغلقة‏)‏ بضم الميم وسكون المعجمة أي مثقلة بالحمل كأنها ممنوعة من إحسان السير لما عليها من الثقل كأنه شبه بالباب إذا أغلق فإنه يمنع من الدخول والخروج أو من قولهم استغلق عليه الكلام إذا ارتج عليه ‏(‏والأرجل موثقة‏)‏ بضم فسكون أي كأنها مشدودة بوثاق من أوثقه شده بوثاق والوثاق ما يشد به من نحو قيد وحبل فينبغي جعل الحمل في وسط ظهر الدابة فإنه إن قدم عليها أضر بيديها وإن أخر أضر برجليها وإنما أمر بالتأخير فقط لأنه رأى بعيراً قد قدم عليه حمله فأمر بالتأخير وأشار إلى مقابله بقوله والأرجل موثقة لئلا يبالغ في التأخير فيضر، وفيه الرفق بالدابة وحفظ المال وتعليم الإخوان ما فيه الخير لهم ولدوابهم وتدبر العواقب والنظر لخلق الله سبحانه وتعالى بالشفقة ويحرم إدامة تحميل الدابة ما لا تطيقه دائماً وضربها عبثاً‏.‏

- ‏(‏د في مراسيله عن‏)‏ محمد بن مسلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي ‏(‏الزهري‏)‏ بضم الزاي المدني أحد الأعلام وعالم الحرمين والشام تابعي جليل سمع من أكثر من عشرين صحابياً قيل لمكحول‏:‏ من أعلم من رأيت قال‏:‏ ابن شهاب قيل‏:‏ ثم من قال‏:‏ ابن شهاب قيل‏:‏ ثم من‏؟‏ قال‏:‏ ابن شهاب مرسلاً ‏(‏ووصله البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏ع طب عنه‏)‏ أي الزهري ‏(‏عن سعيد بن المسيب‏)‏ بفتح الياء أشهر من كسرها المخزومي أحد الأعلام والفقهاء الكمل روى عن عمر وعثمان وسعد وعنه الزهري وخلق ‏(‏عن أبي هريرة نحوه‏)‏ رمز المؤلف لحسنه ولعله بالنظر إلى تعدد طرقه وإلا ففيه قيس بن الربيع الأزدي ضعفه كثيرون ورواه الترمذي في العلل مرسلاً بلفظ إذا حملتم فأخروا فإن الرجل موثقة واليد مغلقة وقال‏:‏ سألت محمداً يعني البخاري عنه فلم يعرفه وقال فيه قيس بن الربيع لا أكتب حديثه ولا أروي عنه‏.‏

‏[‏ص 214‏]‏ 293 - ‏(‏أخرجوا‏)‏ بفتح فسكون فكسر إرشاداً من الإخراج‏.‏ قال الحراني‏:‏ وهو إظهار من حجاب ‏(‏منديل‏)‏ بكسر أوله ويفتح ‏(‏الغمر‏)‏ أي الخرقة المعدة لمسح أيديكم من وضر اللحم والدسم‏.‏ قال ابن الأنباري‏:‏ والمنديل مذكر ولا يجوز تأنيثه لعدم العلامة في التصغير والجمع فلا يوصف بمؤنث فلا يقال منديل حسنة والغمر بفتح الغين المعجمة والميم زهومة اللحم وما تعلق باليد منه ‏(‏من بيوتكم‏)‏ يعني من الأماكن التي تبيتون فيها ‏(‏فإنه مبيت‏)‏ بفتح فكسر مصدر بات أي حيث يبيت ليلاً ‏(‏الخبيث‏)‏ الشيطان والمراد الجنس ‏(‏ومجلسه‏)‏ لأنه يحب الدنس ويأوي إليه وقد يغفل المرء عن المأثور الذي يطرده فأمر بإبعاده بكل ممكن والخبيث في الأصل ما يكره رداءة وخساسة محسوساً كان أو معقولاً ذكره الراغب‏.‏

- ‏(‏فر عن جابر‏)‏ بن عبد الله وفيه عمير بن مرداس قال في اللسان يغرب وسعيد بن خيثم أورده الذهبي في الضعفاء وقال الأزدي منكر الحديث وقال ابن عدي ما يرويه غير محفوظ وحرام بن عثمان قال ابن حبان غال في التشيع يقلب الأسانيد وقال ابن حجر متروك‏.‏

294 - ‏(‏أخسر الناس صفقة‏)‏ أي من أشد المؤمنين خسراناً للثواب وأعظمهم حسرة يوم المآب، والخسران انتقاص رأس المال ثم استعمل في المقتنيات الخارجة كالمال والجاه وأكثر استعماله في النفيس منها كصحة وسلامة وعقل وإيمان وثواب وهو المراد هنا ذكره الراغب‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ ومن المجاز خسرت تجارته وربحت ومن لم يطع الله فهو خاسر، قال الزمخشري‏:‏ والصفقة في الأصل ضرب اليد على اليد في البيع والبيعة ومن المجاز له وجه صفيق ‏(‏رجل‏)‏ وصف طردي والمراد مكلف ‏(‏أخلق‏)‏ من قولهم حجر أخلق أي أملس لا شيء عليه والأخلق الفقير وأخلق الثوب لبسه حتى بلي والمراد هنا أتعب ‏(‏يديه‏)‏ وأفقرهما بالكد والجهد وعبر بهما لأن المزاولة بهما غالباً ‏(‏في‏)‏ لو ‏(‏آماله‏)‏ جمع أمل وهو الرجاء وأكثر استعماله في مستبعد الحصول ‏(‏ولم تساعده‏)‏ أي لم تعاونه ‏(‏الأيام‏)‏ أي الأوقات ‏(‏على‏)‏ بلوغ ‏(‏أمنيته‏)‏ أي حصول مطلوبه من المال والمناصب والجاه ونحوها بل عاكسته وغذته فهو لا يزال يتشبث بالطمع الفارغ والرجاء الكاذب ويتمنى على الله ما لا تقتضيه حكمته ولم تسبق به كلمته، قال بعض العارفين‏:‏ أماني النفس حديثها بما ليس عندها ولها حلاوة إذا استصحبها عبد لا يفلح أبداً وأهل الدنيا فريقان فريق يتمنون ما يتمنون ولا يعطون إلا بعضاً منه وكثير منهم يتمنون ذلك البعض وقد حرموه فاجتمع عليهم فقر الدنيا وفقر الآخرة فصاروا أخسر الناس صفقة وأما المؤمن المتقي فقد حاز مراده وهو غني القلب المؤدي لغنى الآخرة فما يبالي أوتي حظاً من الدنيا أو لا فإن أوتي منها وإلا فربما كان الفقر خيراً له وأعون على مراده فهو أربح الناس صفقة واشتقاق الأمنية من مني إذا قدر لأن التمني يقدر في نفسه ويجوّز ما يتمناه ‏(‏فخرج من الدنيا‏)‏ بالموت ‏(‏بغير زاد‏)‏ يوصله إلى المعاد وينفعه يوم يقوم الأشهاد ويفصل بين العباد لأن خير الزاد إلى الآخرة إتقاء القبائح وهذا قد تلطخ بأقذارها القبيحة الخبيثة الروائح فهو مهلك لنفسه باسترساله مع الأمل وهجره للعمل حتى تتابعت على قلبه ظلمات الغفلة وغلب عليه زين القسوة ولم يسعفه المقدور بنيل مرامه من ذلك الحطام الفاني فلم يزل مغموراً مقهوراً مغموماً إلى أن فرق ملك الموت بينه وبين آماله وكل جارحة منه متعلقة بالدنيا التي فاتته فهي تجاذبه إلى الدنيا ومخاليب ملك الموت قد علقت بعروق قلبه تجذبه إلى الآخرة التي لا يريدها ‏(‏وقدم على الله تعالى بغير حجة‏)‏ أي معذرة يعتذرها وبرهان يتمسك به على تفريطه بتضييعه عمره النفيس في طلب شيء خبيث خسيس وإعراضه عن عبادة ربه التي إنما خلق لأجلها ‏{‏وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون‏}‏ قال الغزالي ومن كان هذا حاله فهو كالأنعام بل هو ‏[‏ص 215‏]‏ أضل إذ البهيمة لم تخلق لها المعرفة والقدرة التي بها تجاهد الشهوات وهذا قد خلق له وعطله فهو الناقص عقلاً، المدبر يقيناً، وقيل في المعنى‏:‏

ولم أر في عيوب الناس عيباً * كنقص القادرين على التمام

وفي الحديث إلزام للحجة ومبالغة في الإنذار وتنبيه على إيثار التلذذ والتنعم مما يؤدي إلى طول الأمل وتعطل العمل وهذا هجيراً ‏(‏قوله هجيرا‏:‏ قال في النهاية‏:‏ الهجير والهجيرا‏:‏ الدأب والعادة والديدن‏:‏ أهـ‏)‏ أكثر الناس ليست من أخلاق المؤمنين ومن ثم قيل التمرغ في الدنيا من أخلاق الهالكين ذكره كله الزمخشري‏.‏

- ‏(‏ابن النجار‏)‏ محب الدين ‏(‏في تاريخه‏)‏ تاريخ بغداد ‏(‏عن عامر بن ربيعة‏)‏ بفتح الراء وكسر الموحدة ابن كعب بن مالك العنزي بفتح المهملة وسكون النون وبزاي حليف أل الخطاب من المهاجرين الأولين شهد بدراً وما بعدها ‏(‏وهو مما بيض له الديلمي‏)‏ لعدم وقوفه له على سند‏.‏

295 - ‏(‏أخشى ما خشيت على أمتي‏)‏ أي أخوف ما خفت عليهم‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ الخشية خوف يشوبه تعظيم وأكثر ما يكون ذلك عن علمه بما يخشى منه ولهذا خص العلماء بها فقال ‏{‏إنما يخشى الله من عباده العلماء‏}‏ ‏(‏كبر البطن‏)‏ يعني الانهماك في الأكل والشرب والذي يحصل منه كبرها ومن كانت همته ما يدخله بطنه فقيمته ما يخرج من بطنه إذ لا فرق بين إدخال الطعام إلى البطن وبين إخراجه، فهما ضروريان في الجبلة فكما لا يكون قضاء الحاجة من همتك التي تشغل بها قلبك فلا ينبغي كون تناول الطعام من همتك التي تشغل بها قلبك فمن زاد على ثلث بطنه وصرف همته وبهمته لتحصيل لذيذ الأطعمة ولم يقنع بما يتفق فهو من المخوف عليهم قال الغزالي والخوف رعدة تحصل في القلب عن ظن مكروه يناله والخشية نحوه لكن الخشية تقتضي ضرباً من الاستعظام والمهابة ‏(‏ومداومة النوم‏)‏ المفوت للحقوق المطلوبة شرعاً الجالب لغضب الرب وقسوة القلب قال الغزالي قال عبد الله بن الحسن كنت معجباً بجارية رومية لي ففقدتها من محلها في الليل فطلبتها فإذا هي ساجدة تقول بحبك لي إلا ما غفرت لي فقلت لها لا تقولي بحبك لي وقولي بحبي لك قالت لا يا مولاي بحبه لي أخرجني من الكفر إلى الاسلام وبحبه لي أيقظني وكثير من خلقه نيام ‏(‏والكسل‏)‏ بالتحريك التقاعس عن النهوض إلى معاظم الأمور وكفايات الخطوب وتحمل المشاق والمتاعب في المجاهدة في الله ولله والفتور عن القيام بالطاعات الفرضية والنفلية الذي من ثمراته قسوة القلب وظلمة اللب ففي الحديث للديلمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها ثلاث خصال تورث قسوة القلب حب الطعام وحب النوم وحب الراحة، ومن ثم تشمر لذلك السلف حق التشمير وأقبلوا على إحياء ليلهم ورفضوا له الرقاد والدعة وجاهدوا فيه حتى انتفخت أقدامهم واصفرت ألوانهم فظهرت السيما في وجوههم وترامى أمرهم إلى خدمة ربهم فخفف عنهم‏.‏ قال الراغب‏:‏ ومن تعود الكسل ومال إلى الراحة فقد الراحة فحب الهوينا يكسب النصب، وقد قيل إن أردت أن لا تتعب فاتعب لئلا تتعب وقيل إياك والكسل والضجر فإنك إن كسلت لم تؤد حقاً وإن ضجرت لم تصبر على الحق، وما أحسن ما قيل‏:‏

علو الكعب بالهمم العوالي * ومن رام العلى من غير كد * أضاع العمر في طلب المحال

قال بعض العارفين السهر نتيجة الجوع فلذا ذكره عقبه والسهر سهر عين وسهر قلب فسهر القلب انتباهه من نومات الغفلة طلباً للمشاهدة وسهر العين رغبة في إلقاء الهمة في القلب لطلب المسامرة إذ العين إذا نامت بطل عمل القلب فإذا كان القلب غير نائم منع نوم العين فغايته مشاهدة سهره المتقدم فقط وأما أن يلحظ غير ذلك فلا، ففائدة السهر استمرار عمل القلب وارتقاء المنازل العلية ‏(‏وضعيف اليقين‏)‏ أي استيلاء الغفلة على القلب المانعة من ولوج النور فيه وإيمان العبد على قدر يقينه ومن ثم كان الأنبياء أوفر حظاً في اليقين ومطالعتهم أمور الآخرة بقربهم أكثر‏.‏

- ‏(‏قط في‏)‏ كتاب ‏(‏الأفراد‏)‏ بفتح الهمزة وكذا الديلمي ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد الله وفيه محمد بن ‏[‏ص 216‏]‏ القاسم الأزدي قال الذهبي كذبه أحمد والدارقطني‏.‏

296 - ‏(‏اخضبوا‏)‏ بكسر الهمزة اصبغوا ندباً ‏(‏لحاكم‏)‏ بكسر اللام أفصح جمع لحية أي بغير سواد ‏(‏فإن الملائكة‏)‏ الحفظة أو ملائكة الأرض أو أعم ‏(‏تستبشر‏)‏ تسر ‏(‏بخضاب المؤمن‏)‏ لما فيه من اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب أما الخضاب بالسواد في غير الجهاد فحرام على الرجل‏.‏

- ‏(‏عد عن ابن عباس‏)‏ رضي الله تعالى عنهما بإسناد ضعيف لكن له شواهد‏.‏

297 - ‏(‏اخفضي‏)‏ بكسر الهمزة خطاباً لأم عطية التي كانت تخفض الجواري بالمدينة أي تختنهن ‏(‏ولا تنهكي‏)‏ بفتح المثناة فوق وسكون النون وكسر الهاء لا تبالغي في استقصاء محل الختان بالقطع بل أبقي ذلك الموضع‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ وأصل النهك المبالغة في العمل ‏(‏فإنه أنضر‏)‏ بفتح الهمزة والمعجمة ‏(‏للوجه‏)‏ أي أكثر لمائه ودمه وأبهج لبريقه ولمعته ‏(‏وأحظى عند الزوج‏)‏ ومن في معناه من كل واطئ كسيد الأمة يعني أحسن لجماعها عنده وأحب إليه وأشهى له لأن الخافضة إذا استأصلت جلدة الختان ضعفت شهوة المرأة فكرهت الجماع فقلت حظوتها عند حليلها كما أنها إذا تركتها بحالها فلم تأخذ منها شيئاً بقيت غلمتها فقد لا تكتفي بجماع زوجها فتقع في الزنا فأخذ بعضها تعديل للشهوة والخلقة قال حجة الاسلام انظر إلى جزالة هذا اللفظ في الكناية وإلى إشراق نور النبوة من مصالح الآخرة التي هي أهم مقاصد النبوة إلى مصالح الدنيا حتى انكشفت له وهو أمي من هذا الأمر النازل قدره ما لو وقعت الغفلة عنه خيف ضرره وتطاير من غب عاقبته شرره وتولد منه أعظم القبائح وأشد الفضائح فسبحان من أرسله رحمة للعالمين ليجمع لهم ببعثته مصالح الدارين‏؟‏ وفيه أنه لا استحياء من قول مثل ذلك للأجنبية فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ومع ذلك قاله تعليماً للأمة ومن استحيا من فعل فعله أو قول قاله فهو جاهل كثيف الطبع ولعله يقع في عدة كبائر ولا يستحي من الله ولا من الخلق‏.‏

- ‏(‏طب ك عن الضحاك‏)‏ بالتشديد ‏(‏ابن قيس بفتح القاف وسكون المثناة تحت الفهري قال كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تختن الجواري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك والفهري قال الذهبي يقال له صحبة قتل يوم راهط انتهى وما ذكر من أن الضحاك هذا هو الفهري هو ما ذكره الحاكم وأبو نعيم حيث أورد الحديث في ترجمته ويخالفه ما رواه البيهقي وغيره عن الفضل العلائي قال سألت ابن معين عن هذا فقال الضحاك هذا ليس بالفهري قال ابن حجر‏:‏ وهذا الحديث رواه أبو داود في السنن وأعله بمحمد بن حسان فقال مجهول ضعيف وتبعه ابن عدي في تجهيله وخالفهم عبد الغني فقال هو محمد بن سعيد المصلوب وحاله معروف وكيفما كان سنده ضعيف جداً وممن جزم بضعفه الحافظ العراقي وقال ابن حجر في موضع آخر له طريقان كلاهما ضعيف وقال ابن المنذر ليس في الختان خبر يعول عليه ولا سنة تتبع‏.‏

298 - ‏(‏أخلص‏)‏ بفتح فسكون فكسر ‏(‏دينك‏)‏ بكسر الدال إيمانك عما يفسده من شهوات النفس أو طاعتك بتجنب دواعي الرياء ونحوه بأن تعبده امتثالا لأمره وقياماً بحق ربوبيته لا طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره ولا للسلامة من المصائب الدنيوية ‏(‏يكفك‏)‏ بالجزم جواب الأمر وفي نسخ يكفيك بياء بعد الفاء ولا أصل لها في خطه ‏(‏القليل من العمل‏)‏ لأن الروح إذا خلصت من شهوات النفس وأسرها ونطقت الجوارح وقامت بالعبادة من غير أن تنازعه النفس ولا القلب ولا الروح فكان ذلك صدقاً فيقبل العمل وشتان بين قليل مقبول وكثير مردود، وفي التوراة‏:‏ ماأريد به وجهي فقليله كثير وما أريد غير وجهي فكثيره قليل، قال بعض العارفين لا تتسع في إكثار الطاعة بل ‏[‏ص 217‏]‏ في إخلاصها وقال الغزالي‏:‏ أقل طاعة سلمت من الرياء والعجب وقارنها الإخلاص بكون لها عند الله تعالى من القيمة ما لا نهاية له وأكثر طاعة إذا أصابتها هذه الآفة لا قيمة لها إلا أن يتداركها الله تعالى بلطفه كما قال عليّ كرم الله وجهه‏:‏ لا يقل عمل البتة، وكيف يقل عمل مقبول‏؟‏ وسئل النخعي عن عمل كذا ما ثوابه فقال إذا قبل لا يحصى ثوابه ولهذا إنما وقع بصر أهل البصائر من العباد في شأن الإخلاص واهتموا به ولم يعتنوا بكثرة الأعمال وقالوا الشأن في الصفوة لا في الكثرة وجوهرة واحدة خير من ألف خرزة وأما من قل عمله وكل في هذا الباب نظره جهل المعاني وأغفل ما في القلوب من العيوب واشتغل بإتعاب النفس في الركوع والسجود والإمساك عن الطعام والشراب فغره العدد والكثرة ولم ينظر إلى ما فيها من المنح والصفوة وما يغني عدد الجوز ولا لب فيه وما ينفع رفع السقوف ولم تحكم مبانيها وما يعقل هذه الحقائق إلا العالمون إلى هنا كلام الغزالي، وقال ابن الكمال‏:‏ الإخلاص لغة ترك الرياء في الطاعة واصطلاحاً تخليص القلب عن شائبة الشوب المكدر لصفائه وكل شيء تصور أن يشوبه غيره فإذا صفا عن شوبه فخلص منه سمي خالصاً‏.‏ قال الإمام الرازي‏:‏ والتحقيق فيه أن كل شيء يتصور أن يشوبه وخلص لله سمي خالصاً وسمى الفعل المصفى خالصاً إخلاصاً ولا شك أن كل من أتى بفعل اختياري فلا بد فيه من غرض فمهما كان الغرض واحداً سمي الفعل إخلاصاً فمن تصدق وغرضه محض الرياء فهو غير مخلص أو محض التقرب لله فهو مخلص لكن جرت العادة بتخصيص اسم الإخلاص بتجريد قصد التقرب من جميع الشوائب فالباعث على الفعل إما أن يكون روحانياً فقط وهو الإخلاص أو شيطانياً فقط وهو الرياء أو مركباً وهو ثلاثة أقسام لأنه إما أن يكونا سواء أو الروحاني أقوى أو الشيطاني أقوى فإذا كان الباعث روحانياً فقط ولا يتصور إلا في محبة الله تعالى مستغرق القلب به بحيث لم يبق لحب الدنيا في قلبه مقر حتى لا يأكل ولا يشرب إلا لضرورة الجبلة فهذا عمله خالص وإذا كان نفسانياً فقط ولا يتصور إلا من محب النفس والدنيا مستغرق الهم بهما بحيث لم يبق لحب الله تعالى في قلبه مقر فتكتسب أفعاله تلك الصفة فلم يسلم له شيء من عبادته وإذا استوى الباعثان يتعارضان ويتناقضان فيصير العمل لا له ولا عليه وأما من غلب أحد الطرفين عليه فيحبط منه ما يساوي الآخر وتبقى الزيادة موجبة أثرها اللائق بها وتحقيقه أن الأعمال لها تأثيرات في القلب فإن خلا المؤثر عن المعارض خلا الأثر عن الضعف وإن اقترن بالمعارض فتساويا تساقطا وإن كان أحدهما أغلب فلا بد أن يحصل في الزائد بقدر الناقص فيحصل التساوي بينهما أو يحصل التساقط ويبقى الزائد خالياً عن المعارض فيؤثر أثراً ما، فكما لا يخلو مثقال ذرة من طعام أو دواء في البدن لا يضيع مثقال ذرة من خير أو شر عن أثر التقريب من الله تعالى والتبعيد عنه‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في‏)‏ كتاب فضل ‏(‏الإخلاص‏)‏ في العمل وكذا الديلمي ‏(‏ك‏)‏ في النذر ‏(‏عن معاذ‏)‏ ابن جبل قال لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قلت أوصني فذكره قال الحاكم صحيح ورده الذهبي وقال العراقي رواه الديلمي من حديث معاذ وإسناده منقطع‏.‏

299 - ‏(‏أخلصوا أعمالكم لله‏)‏ فإن الإخلاص هو كمال الدين وأعم ذلك البراءة من الشرك بأن لا تتخذ مع الله إلهاً آخر لأن الشرك في الإلهية لا تصح معه المعاملة بالعبادة وأخص منه الإخلاص بالبراءة من الشرك الخفي بأن لا يرى لله تعالى شريكاً في شيء من أسمائه الظاهرة فإن الشرك في أسمائه تعالى لا يصح معه قبول كما قال ‏(‏فإن الله لا يقبل‏)‏ من الأعمال ‏(‏إلا ما‏)‏ أي عملاً ‏(‏خلص له‏)‏ من جميع الأغيار فالإخلاص شرط لقبول كل طاعة ولكل عمل من المأمورات خصوص اسم في الإخلاص كإخلاص المنفق بأن الإنعام من الله لا من العبد وكإخلاص المجاهد بأن النصر من الله لا من العبد المجاهد قال الله تعالى ‏{‏وما النصر إلا من عند الله‏}‏ وكذا سائر الأعمال‏.‏ وأساس ذلك طمأنينة النفس بربها في قوامها من غير طمأنينتها بشيء سواه فمتى اطمأنت النفس بما تقدر عليه أو بما تملكه من مملوك أو بما تستند إليه من غير الله ردت جميع عبادتها لما اطمأنت إليه وكتب اسمها على وجهه وكان عبد الرياء والمراء، وما المرء إلا عبد ربه، تعس عبد الدينار ‏[‏ص 218‏]‏ والدرهم والخميصة وهذا هو الذي أحبط عمل العاملين من حيث لا يشعرون ‏{‏إنا لله وإنا إليه راجعون‏}‏ قال الإمام الغزالي‏:‏ سبيل النجاة أن تخلص عملك وتجرد إرادتك لله والقلوب والنواصي بيده سبحانه وتعالى فهو يميل إليك القلوب ويجمع لك النفوس ويشحن من حبك الصدور فتنال من ذلك ما لا تناله بجهدك وقصدك وإن لم تفعل وقصدت رضا المخلوق دونه صرف عنك القلوب ونفر منك النفوس وأسخط عليك الخلق فتكون من الخاسرين‏.‏

- ‏(‏قط عن الضحاك بن قيس‏)‏ بن خالد الفهري الأمير المشهور ولم يرمز له بشيء‏.‏

300 - ‏(‏أخلصوا عبادة الله تعالى‏)‏ بين به أن المراد بالعمل في الخبر قبله العبادة من واجب ومندوب ‏(‏وأقيموا خمسكم‏)‏ التي هي أفضل العبادات البدنية ولا تكون إقامتها إلا المحافظة على جميع حدودها ومن ذلك عدم الاصغاء إلى وسواس الشيطان وخشوع الجوارح والهدوء في الأركان وإتمام كل ركن بأذكاره المخصوصة وجمع الحواس إلى القلب كحاله في الشهادة وفيه إشارة إلى أن جمع الخمس على هذه الهيئة من خصوصياتنا وورد أن الصبح لآدم والظهر لداود والعصر لسليمان والمغرب ليعقوب والعشاء ليونس ولا يعارضه قول جبريل عقب صلاته بالمصطفى صلى الله عليه وسلم الخمس صبيحة الإسراء وهذا وقتك ووقت الأنبياء من قلبك لأن المراد أنه وقتهم إجمالاً وإن اختص كل منهم بوقت ولما ذكر ما يزكي البدن ذكر ما يطهر المال وينميه وهو حق الخلق فقال ‏(‏وأدوا زكاة أموالكم‏)‏ المفروضة وفي الاقتصار فيها على الأداء إشعار بأن إخراج المال على هذا الوجه لا يكون إلا مع الإخلاص فيطابق المقطع المطلع ‏(‏طيبة‏)‏ بنصبه على الحال ‏(‏بها أنفسكم‏)‏ وفي رواية قلوبكم بأن تدفعوها إلى مستحقيها بسماح وسخاء نفس ومن كمال ذلك أن يتناول المستحق بنفسه، كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يتناول السائل بنفسه ولا يكله لغيره ‏(‏وصوموا شهركم‏)‏ رمضان بأركانه وشروطه وآدابه ومنها السحور مؤخراً والفطر معجلاً وصوم الأعضاء كلها عن العدوان وترك السواك بعد الزوال والأخذ فيه بشهوات العيال، والإضافة للتخصيص على ما مر بما فيه ‏(‏وحجوا بيتكم‏)‏ أضافه إليهم لأن أبويهم إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام بنياه ومن مطلوباته زيادة اليقين واستطابة الزاد والاعتماد على ما بيد رب العباد لا على حاصل ما بيد العبد وتزويد التقوى والرفق على الرفيق وبالظهر وتسكين الأخلاق والارفاق في الهدى وهو الثج والاعلان بالتلبية وهو العج وتتبع أركانه على ما تقتضيه أحكامه وإقامة شعاره على معلوم السنة لا على معهود العادة ‏(‏تدخلوا‏)‏ بجزمه جواب الأمر ‏(‏جنة ربكم‏)‏ أي المحسن إليكم بالهداية إلى الإخلاص وبيان طريق النجاة والخلاص وخص الرب تذكيراً بأنه المربي والمصلح والموفق والهادي والمنعم أولاً وآخراً وجعل الدخول بالأعمال لما جرت به العادة الإلهية من الدخول بها فلشدة ملازمتها كانت كأنها سبب الدخول وإلا فالدخول بالرحمة وهذا الحديث موافق لقوله تعالى ‏{‏ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون‏}‏ ‏.‏